سورة آل عمران - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


{قل أؤنبئكم بخير من ذلكم} الذي ذكرت {للذين اتقوا} الشِّرك {جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد}.
{الصابرين} على دينهم وعلى ما أصابهم {والصادقين} في نيَّاتهم {والقانتين} المطيعين لله {والمنفقين} من الحلال في طاعة الله {والمستغفرين بالأسحار} المُصلِّين صلاة الصُّبح قيل: نزلت في المهاجرين والأنصار.
{شهد الله} بيَّن وأظهر بما نصب من الأدلَّة على توحيده {أنَّه لا إله إلاَّ هو والملائكة} أَيْ: وشهدت الملائكة، بمعنى: أقرَّت بتوحيد الله {وأولوا العلم} هم الأنبياء والعلماء من مؤمني أهل الكتاب والمسلمين {قائماً بالقسط} أَيْ: قائماً بالعدل، يُجري التَّدبير على الاستقامة في جميع الأمور.
{إنَّ الدين عند الله الإِسلام} افتخر المشركون بأديانهم، فقال كلُّ فريقٍ: لا دين إلاَّ ديننا، وهو دين الله، فنزلت هذه الآية وكذَّبهم الله تعالى فقال: {إنَّ الدين عند الله الإِسلام} الذي جاء به محمَّدٌ عليه السَّلام {وما اختلف الذين أوتوا الكتاب} أَي: اليهود، لم يختلفوا في صدق نبوَّة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لما كانوا يجدونه في كتابهم {إلاَّ من بعد ما جاءهم العلم} يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم، سمِّي علماً لأنَّه كان معلوماً عندهم بنعته وصفته قبل بعثه، فلمَّا جاءهم اختلفوا فيه؛ فآمن به بعضهم وكفر الآخرون {بغياً بينهم} طلباً للرِّياسة وحسداً له على النُّبوَّة {ومن يكفر بآيات الله فإنَّ الله سريع الحساب} أَي: المجازاة له على كفره.


{فإن حاجوك} أَيْ: جادلوك {فقل أسلمتُ وجهي لله} أَيْ: أخلصت عملي لله وانقدت له {ومن اتبعني} يعني: المهاجرين والأنصار {وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين} يعني: العرب {أأسلمتم} استفهامٌ معناه الأمر: أَيْ: أسلموا، وقوله: {عليك البلاغ} أَي: التَّبليغ وليس عليك هداهم {والله بصيرٌ بالعباد} أيْ: بمَنْ آمن بك وصدَّقك، ومَنْ كفر بك وكذَّبك، وكان هذا قبل أنْ أُمر بالقتال.
{إنَّ الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق} قد مضى تفسيره في سورة البقرة، وقوله {ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قتلت بنو إسرائيل ثلاثةً وأربعين نبياً من أوَّل النَّهار في ساعةٍ واحدةٍ، فقام مائةٌ واثنا عشر رجلاً من عبَّاد بني إسرائيل، فأمروا مَنْ قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، فَقُتلوا جميعاً من آخر النَّهار في ذلك اليوم، فهم الذين ذكرهم الله في هذه الآية» وهؤلاء الذين كانوا في عصر النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانوا يتولَّونهم، فهم داخلون في جملتهم.
{أولئك الذين حبطت أعمالهم} بطلت أعمالهم التي يدَّعونها من التَّمسُّك بالتَّوراة، وإقامة شرع موسى عليه السَّلام {في الدنيا} لأنَّها لم تحقن دماءَهم وأموالهم {و} في {الآخرة} لأنَّهم لم يستحقوا بها ثواباً.
{ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب} يعني: اليهود {يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم} وذلك أنَّهم أنكروا آية الرَّجم من التَّوراة، «وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حدِّ المحصنين إذا زنيا، فحكم بالرَّجم فقالوا: جُرْتَ يا محمد، فقال: بيني وبينكم التَّوراة، ثمَّ أتوا بابن صوريا الأعور فقرأ التَّوراة، فلمَّا أتى على آية الرَّجم سترها بكفِّه، فقام ابن سلاَّم فرفع كفَه عنها، وقرأها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اليهود، فغضبت اليهود لذلك غضباً شديداً وانصرفوا»، فأنزل الله تعالى هذه الآية. {ثمَّ يتولى فريق منهم} يعني: العلماء والرؤساء {وهم معرضون}.
{ذلك} أَْيْ: ذلك الإِعراض عن حكمك بسبب اغترارهم حيث قالوا: {لن تمسنا النار إلاَّ أياماً معدودات وغرَّهم في دينهم ما كانوا يفترون} افتراؤهم، وهو قوله: {لن تمسنا النار} وقد مضى هذا في سورة البقرة.


{فكيف إذا جمعناهم} أَيْ: فكيف يكون حالهم إذا جمعناهم {ل} جزاء {يومٍ لا ريبَ فيه ووفيت كلُّ نفس} جزاء {ما كسبت وهم لا يظلمون} بنقصان حسناتهم أو زيادة سيئاتهم.
{قل اللهم مالك الملك...} الآية. «لمَّا فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكَّة، ووعد أُمَّته ملك فارس والروم قالت المنافقون واليهود: هيهات هيهات، الفارس والروم أعزُّ وأمنع من أن يُغلَّب على بلادهم»، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وقوله: {تؤتي الملك مَنْ تشاء} محمداً وأصحابه {وتنزع الملك ممن تشاء} أبي جهلٍ وصناديد قريشٍ {وتعزُّ من تشاء} المهاجرين والأنصار {وتذلُّ مَنْ تشاء} أبا جهلٍ وأصحابه حتى حُزَّت رؤوسهم وأُلْقُوا في القليب {بيدك الخير} أَيْ: عزُّ الدُّنيا والآخرة، وأراد: الخير والشَّرَّ، فاكتفى بذكر الخير، لأنَّ الرغبة إليه في فعل الخير بالعبد دون الشَّر.
{تولج الليل في النهار} تُدخل اللَّيل في النَّهار، أَيْ: تجعل ما نقص من أحدهما زيادةً في الآخر {وتخرج الحيَّ من الميت وتخرج الميت من الحيِّ} تخرج الحيوان من النُّطفة، وتخرج النُّطفة من الحيوان، وتخرج المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن {وترزق من تشاء بغير حساب} بغير تقتيرٍ وتضييقٍ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8